سألني:
- هه ... ماذا وجدت في أمريكا بعد أن قضيت فيها حوالي عاماً و نصف؟
أجبته:
- أولاً و هو الأهم ... المال.
- تقصد الجري وراء المال !
- بل أقصد الجري وراء المال و إيجاده.
- و هل حصل على المال كل من حضر إلى أمريكا؟
- نعم, و لكن أكثرهم صرفه.
- و كيف يصرفه إن كان جمعه هو الهدف؟
- بعضهم صرفه على النساء ... و بعضهم على المخدرات ... و بعضهم في القمار ... و بعضهم اشترى فيزا لأخيه أو جاره أو قريبه, و الكثير منهم صرفه على السيارات الفارهة أو السهرات المترفة في أمريكا أو في البلاد ... و البعض صرفه في أمور أخرى.
- و البقية ...؟
- تكدسه و تبدأ مشاريع جديدة لتجمعه و تكدسه من جديد.
- و هل أفهم منك أنه لا مال في بلادنا؟
- بل فيها الكثير, فبلادنا بلاد خير و لكنه غير متاح لكل إنسان, لأن الفرص أقل و صياديها أكثر.
فالتاجر يشكو, و الفلاح يشكو, و العامل يشكو, و الموظف يشكو, و لو أن الأكثرية مستورة على حد الفقر و لكن الجميع يحلم بشيء أفضل, و هو أمر طبيعي.
- و ماذا عن الأطباء و المهندسين و الضباط؟
- ينطبق عليهم نفس الأمر و لو بنسب مختلفة.
- حتى الضباط و الأطباء و المهندسين؟
- نعم ... و لو بحثت في أمريكا لوجدت عدداً منهم قد أصبح فيها.
- ما هذه السوداوية؟
- سوداوية !؟ ماذا لو حدثتك عن المتقاعدين؟
- سوداوية ... و تشاؤم ... و نكران !!!!!
- ليس الأمر كما تقول ... و لكنها صرخة و تحذير من جرحٍ يزداد عمقاً ... و نزفاً.
- لا يا صديقي, إنه الطمع.
- و من قال غير ذلك, و لو أن البعض يستخدم مفرداتٍ لطيفة فيسميه الطموح.
- فذلكة ... (و أنا استخدمت مفردة لطيفة)
حسناً غير المال, ماذا وجدت؟
- النظام ...
- حدثني عنه ...
- ليس الآن ربما في وقتٍ آخر.